جلست وصديقى على مقهى لم نألف الجلوس علية أخذنا نتبادل اطراف الحديث فى موضوعات شتى إلا أن الموضوع المسيطر على حديثنا كان حول العرافين والدجل وكيف انهم يستغلون فى الناس طيبتهم وسذاجتهم واستعدادهم المسبق للاقتناع بقول الدجال.
وفيما نحن على هذه الحاله نتناول مشروبنا المفضل القهوة فاذا بامراة عجوز غريبة المنظر والاطوار أخذت تتفرس الوجوة وكأنها تبحث عن وجة بعينه تنظر فى الوجوة بدقة ثم تدعها وفجأة استقرت أمام وجهى للحظة وكأنها وجدت فية ضالتها ودون إستئذان سحبت كرسى وجلست معنا وكانها تعرفنا منذ فترة نظرت لصديقى فى دهشة من تصرفها فبادلنى النظرة أمسكت بفنجان أمامى وقلبتة ثم قالت : سامى هذا اسمك حمزة ولدك وسمر ابنتك ولدت بالمقطم وتعيش هناك ولدت لاب فقير (يسرى ) هذا اسمه ولكنك اليوم ثرى وذا سلطه واخبرتنى باسرار عن حياتى لا يعلمها احد _بعد الله_ غيرى لا تحب زوجتك ولكنك سترى اليوم حبيبتك فور ذهابى.
ولكن للاسف اليوم هو اليوم الاخير من عمرك بل لعلك تعيش اللحظات الاخيرة منه انها الحياة نحيا لنموت ونموت ليحيا غيرنا.
صمت قليلا ثم قالت وهى تهم بالانصراف نهايتك عند اخر الطريق واشارت بيدها الى يمين الطريق اصابنى الذهول كيف تعرف عنى كل هذا وكيف تتحدث بهذة الثقة ؟ واخذت فى الانصراف الا انها ادارت وجهها لى وقالت امكث قدر ماشئت فلا مفر من الموت فالموت كأس وكل الناس شاربه ثم توارت عن الانظار .
سيطر الصمت علينا لبرهة ثم قال لى صديقى محاولا ان يخفف من هول الصدمة على : كذب المنجمون ولو صدفوا فقلت لة : ولكنها لم تسألنى اجرا؟!
فقال لى :الم تقل انك سترى من تحب بعد انصرافها ؟ فهل رايتها؟! انها خزعبلات من امراة عجوز .
لم يكد صديقى ينهى قولة حتى لاحت فى الافق ليلى من احب لم يزيدها الزمن الا جمالا .
لم افرح برؤيتها بل حزنت اذ بدات ايقين بصدق ما قالته العارفه.
جلست وصديقى على المقهى كلما اراد الانصراف اجلسته فانا اخشى الموت كلنا نخشى الموت.
انقضت الدقائق الواحدة تلو الاخرى ولم يعد امامنا سبيلا سوى الانصراف كما قالت العرافه .
قال لى صديقى لقد قالت ان نهايتك فى اخر الطريق واشارت الى هنا فما رايك فى ان نسير فى هذا الاتجاه؟؟! واشار الى الاتجاه المعاكس
صادف رأيه هوى فى نفسى فقلت له هيا وعندم هممنا بالانصراف وبعد ان سرنا لبضع أمتار علمنا بان الشارع مسدود فازداد يقينى وايقنت ان الموت لا مفر منه وقررت ان أواجهه بشجاعه لا بفتور تحركت من الطريق الذى اشارت اليه العرافه منتظر الموت فى اى لحظه وفجأة انطلقت رصاصه مدويه فقدت اعصابى وسقطت مغشيا على لكن الرصاصه كانت قد استقرت فى رأس صديقى فاردته قتيلا احسست بأن الرصاصه اصابتنى وكانى القتيل لكنه لم يكن انا بل كان صديقى هنا قلت فى نفسى كذب المنجمون ولو صدقوا. وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت.
منقول